Admin Admin
المساهمات : 60 تاريخ التسجيل : 11/05/2011
| موضوع: ( أطفئوا الفتن ) مقال الأستاذ / مصطفى البهنساوي الخميس يونيو 09, 2011 2:38 pm | |
| [b][b][b]بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ظهرت أمور كثيرة خطيرة فرقت بين أبناء الشعب الواحد وهو الشعب المصري الأصيل فظهرت الفتن الطائفية باسم الدين وظهرت جماعات من السلفية الذين يدعون أنهم اقتدوا بالسلف الصالح ورغم ذلك وجدنا الأفعال تتنافى تماما مع منهج السلف الصالح من المحبة والسماحة والسلام بين أفراد البشر فمن الأمور التي يؤيدها الواقع وان تجاهلها المكابرون أن رابطة الدين أقوى من روابط الأجناس واللغات والسياسة لأن الواقع أثبت أن اتباع الهوى في محبة المناصب والكراسي ابعد جماعات كثيرة عن جوهر الدين ، ودين الله منذ الخليقة واحد ، أصوله واحدة ، وعقائده واحدة ، ولذلك لا يكون المسلم كامل الاسلام الا اذا اعترف بجميع الأديان التي جاءت من عند الله ، وآمن بالمصدر الالهي لكل دين ، وهذا سبب الاتحاد والوفاق وهو معنى السلم الذي يدل عليه الاسلام . ان الله تعالى جلت حكمته أوجد الناس جميعا من أصل واحد ، وسوى بينهم في المزايا الجسمية ، فعدله سبحانه وتعالى يقتضي التسوية بينهم في المزايا الروحية ، ولذلك أراد أن ينهلوا من معين واحد ، تأمل قوله تعالى : - ( تالله لقد أرسلنا الى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم ) نجد أن الآية صريحة في أن ما جاء به الرسل السابقون قد تفرق واختلف الى حد عظيم ، واذا كان دين الله قد مسه التحريف بالزيادة أو النقص وانحرفت الانسانية عن أصلها ، وحادت عن الطريق السوي فرحمة الله تقضي بدعوة الذين اختلفوا في دينهم الى غاية واحدة ، اقرأ قوله تعالى : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ، فان تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) تلك دعوة مضى عليها أربعة عشر قرنا ونصف القرن تقريبا ، وقد لباها عدد كبير من الشرق فأصبحوا بنعمة الله أفرادا في الأخوة الاسلامية الشاملة ، ولا يزال الغرب مصما آذانه عن سماعها . وفي التاريخ كانت الشعوب الأوربية تعيش وضع مأسوي في ظل القمع والارهاب لكل من يخالفهم فكريا أو عقائديا كان الاسلام يبني حضارته المجيدة على أساس الحرية والمحبة والتسامح والعفو والعلم ويخبرنا القرآن الكريم بالاسباب التي دعت أهل الكتاب الى هذه العدوات الشديدة للاسلام والمسلمين بقول الحق تبارك وتعالى : ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ) ورغم هذا الحسد والعداء منهم يأمر الحق تبارك وتعالى في القرآن بكيفية التعامل معهم فيقول جلا وعلا : ( فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ان الله على كل شيئ قدير ) وذلك مثل قوله تعالى لنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم : ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) وكذلك قوله تعالى : ( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو ) فان الدين الاسلامي هو دين التسامح والمحبة والعفو والصفح الجميل والرحمة والسلام ولذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم هو نبي الرحمة كما قال تعالى : ( وما أرسلناك الا رحمة مهداة ) وقد ملئت كتب السيرة النبوية وكتب الشمائل المحمدية بصور كثيرة جدا من رحمته وشفقته على الخلق ، ولنتأمل أمر الحق تعالى للأمة الاسلامية بقوله : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ) وقوله تعالى : ( ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) وقوله تعالى : ( ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ) . ونقول لاخواننا المسيحيين أن سيدنا عيسى عليه السلام جاء بالانجيل وعلم الناس العقيدة الصحيحة عن الله عز وجل وكان يخاطب مولاه بقوله : ( لتكن ارادتك لا ارادتي ) ويؤيد هذا بالخضوع العملي فوضح أن أساس دينه الأمر من جانب الله والطاعة من جانبه وأنه عليه السلام ما جاء ليهدم بل ليكمل : تأمل قوله : ( ما جئت لأنقص بل لأكمل ) ولذلك كان يحيل حوارييه على كتاب اليهود ولزيادة العلم والمعرفة والاطمئنان ، كان سيدنا عيسى عليه السلام خلوا من الأثرة يفيض محبة وحنانا ويرجو من ربه المعونة على تأسيس مملكة في الأرض قوانها الحق وسياجها العطف وأن يمكنه من رد خراف بني اسرائيل الضالة الى حظيرة الغنم وما جاء عليه السلام ليلقي اللؤلؤ تحت أرجل الخنازير أو ليبيح للكلاب أن تأكل خبز النبيين وكان سيدنا عيسى عليه السلام في شغل شاغل يقضي نهاره في مصالح الخلق ويسهر ليله في الخلوة بربه وكل همه أن يترجم بأحواله وأقواله وأعماله قانون ربه ، تخلق بأخلاق ربه الذي منحه قانونا الهيا يدل الانسان على طريق الكمال ، والانسان هو العالم كله مصغرا فلا يليق به أن يظل جاهلا بالمعنى الحقيقي لهذا المنهج ومن الذي يستطيع تطبيق هذا المنهج ؟ . الرسل عليهم السلام هم فرسان ذلك الميدان ، فقد جاءوا واحدا بعد الآخر ليعلنوه ويبينوه ويعيدوا اليه سيرته الأولى وظلوا كذلك حتى جاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فأعلن أن دين الاسلام هو دين الخضوع للقوانين الالهية التي تشمل الأمر والنهي والتحليل والتحريم وهو المظهر الأوفى لكلمة الله وأمره وهو الدين الذي جاء به أنبياء العالم من قبل اقرأ قوله تعالى : ( قولوا آمنا بالله وما أنزل الينا وما أنزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) فلو طبق كل أهل دين هذه الأخلاق لأطفأوا الفتن التي تشعل في كل وقت وفي هذا المعنى قال الامام فخر الدين رضي الله عنه : ( ولئن رأيتم فتنة فلتطفئوا ) ....... [b][/b][/b][/b] | |
|
أحمد عبد المعبود
المساهمات : 47 تاريخ التسجيل : 25/05/2011
| موضوع: رد: ( أطفئوا الفتن ) مقال الأستاذ / مصطفى البهنساوي الخميس يونيو 09, 2011 8:33 pm | |
| بارك الله في يا أخى ورد جميل جداً وسهل ممتنع | |
|