الأخ الفاضل / سؤالك عن تقبيل أضرحة الأولياء وهو سؤال جميل وللاجابة عليه يجب أن ندرك أن الذي يقبل الضريح لا يقبل خشب ولا قماش ولكنه يقصد من هو داخل الضريح لمحبته لأنه ولي من أولياء الله تعالى وهو نفس المعنى عندك عندما تقبل المصحف الشريف فالنية هي تقبيل كلام الله ولكنك لو تأملت في الظاهر تجد أنك تقبل الورق ، والتقبيل هو من قبيل التبرك الذي شرعه النبي صلى الله عليه وسلم بأولياء الله تعالى وآثارهم وهو مستحب بل ومرغب فيه كما قيل
أمر على ديار ليلى ................. أقبل ذا الجدار وذا الجدار
فلا حب الجدار شغفن قلبي ......... ولكن حب من سكن الديار
واليك مثال من القرآن حيث يقول الحق تعالى حاكيا عن سيدنا يوسف الصديق عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وذلك عندما كان يخاطب اخوته بعد أن أخذ أخاه بنيامين بالحيلة التي صنعها بسرقة صواع الملك وبعد أن تضرعوا اليه - وهو عزيز مصر - قائلين :- ( يا أيها العزيز ان له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه انا نراك من المحسنين ) قال لهم :- ( اذهبوا بقميصي هذا ألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وائتوني بأهلكم أجمعين ) فانظر الى تأثير القميص الذي أثر من آثار يوسف عليه السلام كانت نتيجته الابصار وللزيادة في أسانيد التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وبآثار الصالحين راجع الآتي :-
1- التبرك بتقبيل يد من مس رسول الله (ص) (مجمع الزوائد ) للهيثمي 8/44 ، ( حلية الأولياء ) لأبي نعيم 9/306 ، ( البخاري في الادب المفرد ) ص 144
2- التبرك بدم النبي (ص) انظر في ( المستدرك ) للحاكم 3/554 ، ( الاصابة ) 2/310 ( الهيثمي ) 2/ 270
3- التبرك بوضوئه (ص) انظر في ( المشاة ) في حديث النسائي رقم 716
4- التبرك بشعره (ص) انظر في ( فتح الباري ) 10/ 353 ، ( في شرح صحيح البخاري ) 18/79
5- التبرك بآثار الصالحين انظر في ( صحيح مسلم ) ك الزهد باب النهي عن الدخول على أهل الحجر ، النووي في الشرح 8/118 .
وقد تبرك الامام احمد ابن حنبل وأيده الحافظ الذهبي حيث قال عبد الله ابن احمد : رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي (ص) فيضعها على فيه يقبلها وأحسب أني رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفى به ورأيته أخذ قصعة النبي (ص) فغسلها في حب الماء ثم شرب فيها . انظر سير أعلام النلاء 11/ 212
وخلاصة هذه الاحاديث والنقول هو أن التبرك به (ص) وبآثاره وبأهل بيته وصحابته رضي الله عنهم سنة مرفوعة وطريقة محمودة مشروعة